منتديات الشمائل المحمدية
مرحبا بك عزيزى الزائر فى منتديات الشمائل المحمدية نتشرف بك بين اسرتك عضو نشيط وان كنت مشترك فعليك بالدخول وان لم تكن مشترك فعليك بالتسجيل واتباع خطوات التسجيل ونتمنى لك كل الاستفادة والخير ادارة المنتدى
منتديات الشمائل المحمدية
مرحبا بك عزيزى الزائر فى منتديات الشمائل المحمدية نتشرف بك بين اسرتك عضو نشيط وان كنت مشترك فعليك بالدخول وان لم تكن مشترك فعليك بالتسجيل واتباع خطوات التسجيل ونتمنى لك كل الاستفادة والخير ادارة المنتدى
منتديات الشمائل المحمدية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمائل المحمدية

 
الرئيسيةاذاعة القران الكريمأحدث الصورالتسجيلدخولدخول الاعضاء
Awesome Green 
Sharp Pointer

 

 زاد المسير في علم التفسير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود احمد عبدالله
عضوجديد
عضوجديد



الدولة : مصر
عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 22/11/2019
العمر : 40

زاد المسير في علم التفسير Empty
مُساهمةموضوع: زاد المسير في علم التفسير   زاد المسير في علم التفسير Emptyالجمعة نوفمبر 29, 2019 9:16 am

تفسير بعض من أيات سورة البقرة.
البقرة
[rtl]الم (1)[/rtl]
[rtl]وأما التفسير . فقوله : { ألم } اختلف العلماء فيها وفي سائر الحروف المقطعة في أوائل السور على ستة أقوال .
أحدها : أنها من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله . قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لله عز وجل في كل كتاب سر ، وسر الله في القرآن أوائل السور ، وإلى هذا المعنى ذهب الشعبي ، وأبو صالح ، وابن زيد .
والثاني : أنها حروف من أسماء ، فاذا أُلفت ضرباً من التأليف كانت أسماء من أَسماء الله عز وجل . قال علي بن أبي طالب : هي أسماء مقطعة لو علم الناس تأليفها علموا اسم الله الذي إِذا دعي به أجاب .
وسئل ابن عباس عن «آلر» و«حم» و «نون» فقال : اسم الرحمن على الهجاء ، وإِلى نحو هذا ذهب أبو العالية ، والربيع بن أنس .
والثالث : أنها حروف أقسم الله بها ، قاله ابن عباس ، وعكرمة . قال ابن قتيبة : ويجوز أن يكون أقسم بالحروف المقطعة كلها ، واقتصر على ذكر بعضها كما يقول القائل : تعلمت «أ ب ت ث» وهو يريد سائر الحروف ، وكما يقول : قرأت الحمد ، يريد فاتحة الكتاب ، فيسميها بأول حرف منها ، وإِنما أقسم بحروف المعجم لشرفها ولأنها مباني كتبه المنزلة ، وبها يذكر ويوحد . قال ابن الانباري : وجواب القسم محذوف ، تقديره : وحروف المعجم لقد بين الله لكم السبيل ، وأنهجت لكم الدّلالات بالكتاب المنزل ، وإِنما حذف لعلم المخاطبين به ، ولأن في قوله : { ذلك الكتاب لا ريب فيه } دليلاً على الجواب .
والرابع : انه أشار بما ذكر من الحروف إِلى سائرها ، والمعنى أنه لما كانت الحروف أُصولاً للكلام المؤلف ، أخبر أن هذا القرآن إِنما هو مؤلف من هذه الحروف ، قاله الفراء ، وقطرب .
فان قيل : فقد علموا أنه حروف ، فما الفائدة في إِعلامهم بهذا؟
فالجواب أنه نبه بذلك على إِعجازه ، فكأنه قال : هو من هذه الحروف التي تؤلفون منها كلامكم ، فما بالكم تعجزون عن معارضته؟! فاذا عجزتم فاعلموا أنه ليس من قول محمد عليه السلام .
والخامس : أنها أسماء للسور . روي عن زيد بن أسلم ، وابنه ، وأبي فاختة سعيد ابن علاقة مولى أم هانىء .
والسادس : أنها من الرمز الذي تستعمله العرب في كلامها . يقول الرجل للرجل : هل تا؟ فيقول له : بلى ، يريد هل تأتي؟ فيكتفي بحرف من حروفه . وأنشدوا :
قلنا لها قفي لنا فقالت قاف ... لا تحسبى أنا نسينا الإيجاف
أراد قالت : أقف . ومثله :
نادوهم ألا الجموا ألا تا ... قالوا جميعاً كلهم ألا فا
يريد : ألا تركبون؟ قالوا : بلى فاركبوا . ومثله :
بالخير خيرات وإن شراً فا ... ولا أريد الشر إِلا أن تا
معناه : وإن شراً فشر ولا أريد الشر إِلا أن تشاء . وإِلى هذا القول ذهب الأخفش ، والزجاج ، وابن الأنباري .
[/rtl]




[rtl]وقال أبو روق عطية بن الحارث الهمداني : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة في الصلوات كلها ، وكان المشركون يصفّقون ويصفّرون ، فنزلت هذه الحروف المقطعة ، فسمعوها فبقوا متحيرين . وقال غيره : إِنما خاطبهم بما لا يفهمون ليقبلوا على سماعه ، لأن النفوس تتطلع إِلى ما غاب عنها معناه ، فاذا أقبلوا اليه خاطبهم بما يفهمون ، فصار ذلك كالوسيلة إلى الإبلاغ ، إلا أنه لا بد له من معنى يعلمه غيرهم ، أو يكون معلوماً عند المخاطبين ، فهذا الكلام يعم جميع الحروف .
وقد خص المفسرون قوله «الاما» بخمسة أقوال :
أحدها : أنه من المتشابه الذي لا يعلم معناه الا الله عز وجل ، وقد سبق بيانه .
والثاني : أَن معناه : أَنا الله أعلم . رواه أَبو الضحى عن ابن عباس ، وبه قال ابن مسعود ، وسعيد بن جبير .
والثالث : أنه قسم . رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وخالد الحذاء عن عكرمة .
والرابع : أنها حروف من أسماء . ثم فيها قولان . أَحدهما : أَن الألف من «الله» واللام من «جبريل» والميم من «محمد» قاله ابن عباس .
فان قيل : إِذا كان قد تنوول من كل اسم حرفه الأول اكتفاءً به ، فلم أُخذت اللام من جبريل وهي آخر الاسم؟!
فالجواب : أن مبتدأَ القرآن من الله تعالى ، فدلَّ على ذلك بابتداء أول حرف من اسمه ، وجبريل انختم به التنزيل والإِقراء ، فتنوول من اسمه نهاية حروفه ، و«محمد» مبتدأ في الإقراء ، فتنوول أول حرف فيه . والقول الثاني : أَن الألف من «الله» تعالى ، واللام من «لطيف» والميم من «مجيد» قاله أبو العالية .
والخامس : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله مجاهد ، والشعبي ، وقتادة ، وابن جريج .
[/rtl]




[rtl]ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : «ذلك» فيه قولان .
أحدهما : أنه بمعنى هذا ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والكسائي ، وأبي عبيدة ، والأخفش . واحتج بعضهم بقول خفاف بن ندبة :
أَقول له والرمح يأطر متنه ... تأمل خفافا إِنني أنا ذلكا
أي : أنا هذا . وقال ابن الأنباري . إنما أراد : أنا ذلك الذي تعرفه .
والثاني : أنه إشارة الى غائب .
ثم فيه ثلاثة أقوال .
أحدها : أنه أراد به ما تقدم إنزاله عليه من القرآن .
والثاني : أنه أراد به ما وعده أن يوحيه إليه في قوله : { سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } [ المزمل : 5 ] .
والثالث : أنه أراد بذلك ما وعد به أهل الكتب السالفة ، لأنهم وعدوا بنبي وكتاب .
و { الكتاب } . القرآن . وسمي كتاباً ، لأنه جمع بعضه إلى بعض ، ومنه الكتيبة ، سميت بذلك لاجتماع بعضها إلى بعض . ومنه : كتبت البغلة .
قوله تعالى : { لا ريب فيه } الرَّيب : الشك . والهدى : الإِرشاد . والمتقون : المحترزون مما اتقوه .
وفرَّق شيخنا علي بن عبيد الله بين التقوى والورع ، فقال : التقوى : أخذ عدة ، والورع : دفع شبهة ، فالتقوى : متحقق السبب ، والورع : مظنون المسبَّب .
واختلف العلماء في معنى هذه الآية على ثلاثة أقوال .
أحدها : أن ظاهرها النفي ، ومعناها النهي ، وتقديرها : لا ينبغي لأحد أن يرتاب به لإتقانه وإحكامه . ومثله : { ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء } [ يوسف : 38 ] أي : ما ينبغي لنا . ومثله : { فلا رفت ولا فسوق } [ البقرة : 196 ] وهذا مذهب الخليل ، وابن الأنباري .
والثاني : أن معناها : لا ريب فيه أنه هدىً للمتقين . قاله المبرّد .
والثالث : أن معناها : لا ريب فيه أنه من عند الله ، قاله مقاتل في آخرين .
فان قيل : فقد ارتاب به قوم .
فالجواب : انه حق في نفسه ، فمن حقق النظر فيه علم . قال الشاعر :
ليس في الحق يا أمامة ريب ... إنما الريب ما يقول الكذوب
فان قيل : فالمتقي مهتد ، فما فائدة اختصاص الهداية به؟
فالجواب من وجهين . أحدهما : أنه أراد المتقين ، والكافرين ، فاكتفى بذكر أحد الفريقين ، كقوله تعالى : { سرابيل تقيكم الحر } [ النحل : 81 ] أراد : والبرد .
والثاني : أنه خصَّ المتقين لانتفاعهم به ، كقوله : { إنما أنت منذر من يخشاها } [ النازعات : 45 ] . وكان منذراً لمن يخشى ولمن لا يخشى .
[/rtl]




[rtl]الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : { الذين يؤمنون بالغيب } الايمان في اللغة : التصديق ، والشرع أقره على ذلك ، وزاد فيه القول والعمل . وأصل الغيب : المكان المطمئن الذي يستتر فيه لنزوله عما حوله فسمي كل مستتر : غيباً .
وفي المراد بالغيب هاهنا ستة أقوال .
أحدها : أنه الوحي ، قاله ابن عباس ، وابن جريج .
والثاني : القرآن ، قاله أبو رزين العقيلي ، وزر بن حبيش .
والثالث : الله عز وجل ، قاله عطاء ، وسعيد ابن جبير .
والرابع : ما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار ، ونحو ذلك مما ذكر في القرآن . رواه السدي عن أشياخه ، وإليه ذهب أبو العالية ، وقتادة .
والخامس : أنه قدر الله عز وجل ، قاله الزهري .
والسادس : أنه الايمان بالرسول في حق من لم يره . قال عمرو بن مرَّة : قال أصحاب عبد الله له : طوبى لك ، جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجالسته . فقال : إن شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبيِّنا لمن رآه ، ولكن أعجب من ذلك : قوم يجدون كتاباً مكتوباً يؤمنون به ولم يروه ، ثم قرأ : { الذين يؤمنون بالغيب }
قوله تعالى : { ويقيمون الصلاة } الصلاة في اللغة : الدعاء . وفي الشريعة : أفعال وأقوال على صفات مخصوصة . وفي تسميتها بالصلاة ثلاثة أقوال .
أحدها : أنها سميت بذلك لرفع الصَّلا ، وهو مغرز الذنب من الفرس .
والثاني : أنها من صليت العود إذا لينته ، فالمصلي يلين ويخشع .
والثالث : أنها مبنية على السؤال والدعاء ، والصلاة في اللغة : الدعاء ، وهي في هذا المكان اسم جنس .
قال مقاتل : أراد بها هاهنا : الصلوات الخمس .
وفي معنى إقامتها ثلاثة أقوال .
أحدها : أنه تمام فعلها على الوجه المأمور به ، روي عن ابن عباس ، ومجاهد .
والثاني : أنه المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها ، قاله قتادة ، ومقاتل .
والثالث : إِدامتها ، والعرب تقول في الشيء الراتب : قائم ، وفلان يقيم أرزاق الجند ، قاله ابن كيسان .
قوله تعالى : { ومما رزقناهم } أي : أعطيناهم { ينفقون } أي يخرجون . وأصل الإِنفاق الإِخراج . يقال : نفقت الدابة : إذا خرجت روحها .
وفي المراد بهذه النفقة أربعة أقوال .
أحدها : أنها النفقة على الأهل والعيال ، قاله ابن مسعود ، وحذيفة .
والثاني : أنها الزكاة المفروضة ، قاله ابن عباس ، وقتادة .
والثالث : أنها الصدقات النوافل ، قاله مجاهد والضحاك .
والرابع : أنها النفقة التي كانت واجبة قبل وجوب الزكاة ، ذكره بعض المفسرين ، وقالوا : إنه كان فرض على الرجل أن يمسك مما في يده مقدار كفايته يومه وليلته ، ويفرق باقيه على الفقراء . فعلى قول هؤلاء ، الآية منسوخة بآية الزكاة ، وغير هذا القول أثبت . واعلم أن الحكمة في الجمع بين الإِيمان بالغيب وهو عقد القلب ، وبين الصلاة وهي فعل البدن ، وبين الصدقة وهو تكليف يتعلق بالمال -أنه ليس في التكليف قسم رابع ، إذ ما عدا هذه الأقسام فهو ممتزج بين اثنين منهما ، كالحج والصوم ونحوهما .
[/rtl]




[rtl]وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : { والذين يؤمنون بما أُنزل إِليك } اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
أَحدهما : أَنها نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه ، رواه الضحاك عن ابن عباس ، واختاره مقاتل .
والثاني : أَنها نزلت في العرب الذي آمنوا بالنبي وبما أُنزل من قبله . رواه أبو صالح عن ابن عباس ، قال المفسرون : الذي أنزل إليه ، القرآن . وقال شيخنا علي بين عبيد الله : القرآن وغيره مما أُوحي إِليه .
قوله تعالى : { وما أُنزل من قبلك } يعني الكتب المتقدمة والوحي فأما «الآخرة» فهي اسم لما بعد الدنيا ، وسميت آخرة ، لأن الدنيا قد تقدمتها : وقيل . سميت آخرة لأنها نهاية الأمر .
قوله تعالى : { يوقنون } اليقين : ما حصلت به الثقة وثلج به الصدر ، وهو أبلغ علم مكتسب .
[/rtl]




[rtl]أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : { أولئك على هدى } أي : على رشاد . وقال ابن عباس : على نور واستقامة . قال ابن قتيبة : المفلحون : الفائزون ببقاء الأبد . وأصل الفلاح : البقاء . ويشهد لهذا قول لبيد :
نحل بلاداً كلُّها حُلَّ قبلنا ... ونرجو الفلاح بعد عادٍ وحمير
يريد : البقاء . وقال الزجاج : المفلح : الفائز بما فيه غاية صلاح حاله . قال ابن الأنباري : ومنه : حيَّ على الفلاح ، معناه : هلموا إِلى سبيل الفوز ودخول الجنة .
[/rtl]




[rtl]إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : { إِن الذين كفروا } في نزولها أربعة أقوال .
أحدها : أنها نزلت في قادة الأحزاب ، قاله أبو العالية .
والثاني : أنها نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته ، قاله الضحاك .
والثالث : أنها نزلت في طائفة من اليهود ، ومنهم حيي بن أخطب ، قاله ابن السائب .
والرابع : أنها نزلت في مشركي العرب ، كأبي جهل وأبي طالب ، وأبي لهب وغيرهم ممن لم يسلم .
قال مقاتل : فأما تفسيرها ، فالكفر في اللغة : التغطية . تقول : كفرت الشيء إذا غطيته ، فسمي الكافر كافراً ، لأنه يغطي الحق .
قوله تعالى : { سواء عليهم } أي : متعادل عندهم الانذار وتركه ، والانذار : إِعلام مع تخويف ، وتناذر بنو فلان هذا الأمر : إذا خوفه بعضُهم بعضاً .
قال شيخنا علي بن عبيد الله : هذه الآية وردت بلفظ العموم ، والمراد بها الخصوص ، لأنها آذنت بأن الكافر حين إنذاره لا يؤمن ، وقد آمن كثير من الكفار عند إنذارهم ، ولو كانت على ظاهرها في العموم ، لكان خبر الله لهم خلاف مخبره ، ولذلك وجب نقلها إلى الخصوص .
[/rtl]




[rtl]خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم } الختم : الطبع ، والقلب : قطعة من دم جامدة سوداء ، وهو مستكن في الفؤاد ، وهو بيت النفس ، ومسكن العقل ، وسمي قلبا لتقلبه . وقيل : لأنه خالص البدن ، وإنما خصَّه بالختم لأنه محل الفهم .
قوله تعالى : { وعلى سمعهم } يريد : على أسماعهم ، فذكره بلفظ التوحيد ، ومعناه : الجمع ، فاكتفى بالواحد عن الجميع ، ونظيره قوله تعالى : { ثم يخرجكم طفلا } [ الحج : 5 ] .
وأنشدوا من ذلك :
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا ... فانَّ زمانكم زمن خميص
أي : في أنصاف بطونكم . ذكر هذا القول أبو عبيدة ، والزجاج . وفيه وجه آخر ، وهو أن العرب تذهب بالسمع مذهب المصدر ، والمصدر يوحد ، تقول : يعجبني حديثكم ، ويعجبني ضربكم ، فأما البصر والقلب فهما اسمان لا يجريان مجرى المصادر في مثل هذا المعنى . ذكره الزجاج ، وابن القاسم . وقد قرأ عمرو بن العاص ، وابن أبي عبلة : { وعلى أسماعهم }
قوله تعالى : { وعلى أبصارهم غشاوة } الغشاوة : الغطاء .
قال الفراء : أما قريش وعامة العرب ، فيكسرون الغين من«غشاوة» وعكل يضمون الغين ، وبعض العرب يفتحها ، وأظنها لربيعة . وروى المفضل عن عاصم «غشاوةً» بالنصب على تقدير : جعل على أبصارهم غشاوة . فأما العذاب ، فهو الألم المستمر ، وماء عذب : إذا استمر في الحلق سائغاً .
[/rtl]




[rtl]وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (Cool[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله } اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
أحدهما أنها في المنافقين ، ذكره السدي عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وبه قال أبو العالية ، وقتادة ، وابن زيد .
والثاني : أنها في منافقي أهل الكتاب . رواه أبو صالح عن ابن عباس . وقال ابن سيرين : كانوا يتخوفون من هذه الآية . وقال قتادة : هذه الآية نعت المنافق ، يعرف بلسانه ، وينكر بقلبه ، و يصدق بلسانه ويخالف بعمله ، ويصبح على حالٍ ويمسي على غيرها ، ويتكفأ تكفأ السفينة ، كلما هبت ريح هب معها .
[/rtl]




[rtl]يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)[/rtl]
[rtl]قوله تعالى : { يخادعون الله }
قال ابن عباس : كان عبد الله بن أُبيّ ، ومعتب بن قشير ، والجد بن القيس؛ إذا لقوا الذين آمنوا قالوا : آمنا ، ونشهد أن صاحبكم صادق ، فاذا خلوا لم يكونوا كذلك ، فنزلت هذه الآية .
فأما التفسير ، فالخديعة : الحيلة والمكر ، وسميت خديعة ، لأنها تكون في خفاء . والمخدع : بيت داخل البيت تختفي فيه المرأة ، ورجل خادع : إذا فعل الخديعة ، سواء حصل مقصوده أو لم يحصل ، فاذا حصل مقصوده ، قيل : قد خدع . وانخدع الرجل : استجاب للخادع ، سواء تعمد الاستجابة أو لم يقصدها ، والعرب تسمي الدهر خداعاً ، لتلونه بما يخفيه من خير وشر .
وفي معنى خداعهم الله خمسة أقوال .
أحدها انهم كانوا يخادعون المؤمنين ، فكأنهم خادعوا الله . روي عن ابن عباس؛ واختاره ابن قتيبة .
والثاني : انهم كانوا يخادعون نبي الله ، فأقام الله نبيه مقامه ، كما قال : { إِن الذين يبايعونك إِنما يبايعون الله } [ الفتح : 10 ] . قاله الزجاج .
والثالث أن الخادع عند العرب : الفاسد . وأنشدوا :
أبيض اللون لذيذ طعمه ... طيب الريق إِذا الريق خدع
أي : فسد . رواه محمد بن القاسم عن ثعلب عن ابن الاعرابي . قال ابن القاسم : فتأويل : يخادعون الله : يفسدون ما يظهرون من الايمان بما يضمرون من الكفر .
والرابع : أنهم كانوا يفعلون في دين الله مالو فعلوه بينهم كان خداعا .
والخامس : أنهم كانوا يخفون كفرهم ، ويظهرون الإيمان به .
قوله تعالى : { وما يخدعون إلا أنفسهم } قرأَ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : { وما يخادعون } وقرأَ الكوفيون ، وابن عامر : { يخدعون } ، والمعنى : أن وبال ذلك الخداع عائد عليهم .
ومتى يعود وبال خداعهم عليهم؟ فيه قولان .
أحدهما : في دار الدنيا ، وذلك بطريقين . أحدهما : بالاستدراج والإِمهال الذي يزيدهم عذاباً .
والثاني : باطلاع النبي والمؤمنين على أحوالهم التي أسروها .
والقول الثاني : ان عود الخداع عليهم في الآخرة ، وفي ذلك قولان .
أحدهما : أنه يعود عليهم عند ضرب الحجاب بينهم وبين المؤمنين ، وذلك قوله : { قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب } [ الحديد : 13 ] .
والثاني : أنه يعود عليهم عند اطلاع أهل الجنة عليهم ، فاذا رأَوهم طمعوا في نيل راحة من قبلهم ، فقالوا : { أَفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله } [ الأعراف : 50 ] . فيجيبونهم . { إِن الله حرَّمهما على الكافرين } [ الأعراف : 51 ] .
قوله تعالى : { وما يشعرون } أَي : وما يعلمون . وفي الذي لم يشعروا به قولان .
أحدهما : أَنه إِطلاع الله نبيه على كذبهم ، قاله ابن عباس .
والثاني : أَنه إِسرارهم بأنفسهم بكفرهم ، قاله ابن زيد .
[/rtl]




[rtl]فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)[/rtl]

[rtl]قوله تعالى : { في قلوبهم مرضٌ } المرض هاهنا : الشك ، قاله عكرمة ، وقتادة . { فزادهم الله مرضاً } هذا الإخبار من الله تعالى أنه فعل بهم ذلك ، و «الأليم» بمعنى المؤلم ، والجمهور يقرؤون { يكذبون } بالتشديد ، وقرأ الكوفيون سوى أبان ، عن عاصم بالتخفيف مع فتح الياء.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زاد المسير في علم التفسير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زاد المسير في علم التفسير
» زاد المسير في علم التفسير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشمائل المحمدية :: منتدى التصوف العام :: منتدى العلوم الصوفية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» قصيدة قف وقفة المشتاق عند مقامة لسيدنا الامام ابو المحاسن
زاد المسير في علم التفسير Emptyالأربعاء مايو 10, 2023 5:02 am من طرف عاشق سيدنا الحبيب

» اللطائف السنية فى مولد ومديح خير البرية
زاد المسير في علم التفسير Emptyالأحد أبريل 16, 2023 2:20 pm من طرف رضوان

» اوراد وازكار فتوحية من فيض تجليات علية ومونسات قدسية عن شيخ العصبة الهاشمية
زاد المسير في علم التفسير Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 9:45 am من طرف عاشق سيدنا الحبيب

» تجديد روابط التحميل
زاد المسير في علم التفسير Emptyالأربعاء أكتوبر 12, 2022 6:43 am من طرف عاشق سيدنا الحبيب

» كتاب الحجج القوية المعرفة لخبايا الشيعة المتطرفة للعارف بالله الحاج احمد ابوالحسن
زاد المسير في علم التفسير Emptyالأربعاء أكتوبر 12, 2022 6:30 am من طرف عاشق سيدنا الحبيب

» الصلوات الكنزية من نورخيرالبرية للامام السيد/احمد ابوالحسن الجعفرى رضى الله عنه
زاد المسير في علم التفسير Emptyالجمعة أغسطس 19, 2022 2:59 pm من طرف عاشق سيدنا الحبيب

» كتاب زخائر الصلوات على سيد السادات
زاد المسير في علم التفسير Emptyالجمعة أغسطس 19, 2022 2:58 pm من طرف عاشق سيدنا الحبيب

» الفقه الشامخ فى الدين الحنيفى السامح
زاد المسير في علم التفسير Emptyالسبت يونيو 25, 2022 11:44 pm من طرف Ahmed azam

» حفله بشتيل فديو كاملة للشيخ ياسين التهامى
زاد المسير في علم التفسير Emptyالثلاثاء فبراير 02, 2021 12:03 am من طرف Apk Apk

» حفلة الشيخ موسى ابوعلى بالاقصر كاملة
زاد المسير في علم التفسير Emptyالأحد مارس 01, 2020 3:17 pm من طرف مصطفي محمود

أسماء الله الحسنى ((الرحمن))      ((الرحيم))      ((الملك))      ((القدوس))      ((السلام))      ((المؤمن))      ((المهيمن))      ((العزيز))      ((الجبار))      ((المتكبر))      ((الخالق))      ((البارى))      ((المصور))      (( الغفار))      (( القهار))      ((الوهاب))      ((الرزاق))      ((الفتاح))      ((العليم))      ((القابض))      ((الباسط))      ((الخافض))      ((الرافع))      ((المعز))      ((المزل))      ((السميع))      ((البصير))      ((الحكم))      ((العدل))      ((اللطيف))      ((الخبير))      ((الحليم))      ((العظيم))      ((الغفور))      ((الشكور))      ((العلى))      ((الكبير))      ((الحفيظ))      ((المقيت))      ((الحسيب))      ((الجليل))      ((الكريم))      ((الرقيب))      ((المجيب))      ((الواسع))      ((الحكيم))      ((الودود))      ((المجيد))      ((الباعث))      ((الشهيد))      ((الحق))      ((الوكيل))      ((القوى))      ((المتين))      ((الولى))      ((الحميد))      ((المحصى))      ((المبدى))      (( المعيد))      ((المحى))      (( المميت))      ((الحى))      ((القيوم))      ((الواجد))      ((الماجد))      ((الواحد))      ((الصمد))      ((القادر))      ((المقتدر))      ((المقدم))      ((المؤخر))      ((الاول))      ((الاخر))      ((الظاهر))      ((الباطن))      ((الوالى))      ((المتعال))      ((البر))      ((التواب))      ((المنتقم))      ((العفو))      ((الرؤؤف))      ((مالك الملك))      ((ذو الجلال والاكرام))      ((المقسط))      ((الجامع))      ((الغنى))      ((المانع))      ((الضار))      ((النافع))      ((النور))      ((النور))      ((الهادي))      ((البديع))      ((الباقى))      ((الوارث))      (( الرشيد))      ((الصبور))

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ابومنتهى
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
احمد جابر
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
مصطفى احمد
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
بلبل شادى
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
محمد حرشة
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
حسين الخريصى
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
شعبان جلال
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
hassanhessen88@yahoo.com
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
ابوخالد
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap 
محمد مصطفى
زاد المسير في علم التفسير I_vote_rcapزاد المسير في علم التفسير I_voting_barزاد المسير في علم التفسير I_vote_lcap