مصطفى احمد عضو مميز
الدولة : عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 23/05/2011 العمر : 31 الموقع : aswan
| موضوع: مواقف جميلة عن حياة الصحابة (رضى الله عنهم) الأربعاء مايو 25, 2011 12:38 pm | |
|
إن الحديث عن أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها متعدد الجوانب و لكنها كلها تصب في مجرى واحد نستطيع أن نسميه حب الله و رسوله.
هي أنصارية من أهل المدينة أسلمت مع السابقين و السابقات و كانت زوجة لــمالك بن النضر الذي أختلف معها فهو يصر على شركه و أدى ذلك إلى الفراق بينهما. و هذا أول المواقف لــأم سليم فحب الله و رسوله أغلى و أثمن من حب العشير و الزوج حتى و لو كان والد الابن الوحيد أنس رضي الله عنه. فارقها مالك و فارق المدينة إلى الشام ثم ما لبث أن مات هناك و مضت أم سليم في الطريق إلى الله تعالى.
بعد مفارقة مالك لها جاءها أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل خاطبا و كان لا يزال على شركه و وثنيته فقالت له و هي في أرقى حالات الإيمان و اليقين : يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض؟ . قال: بلى... ، قالت: أفلا تستحي تعبد شجرة؟؟ . بعد هذا كله تلطفت أم سليم فقالت: إن أسلمت فإني لا أريد صداقا غيره.
قال أبو طلحة: دعيني حتى أنظر في أمري.
فذهب و لم يطل غيابه ثم جاء معلنا إسلامه. فقالت لولدها أنس و لم يكن قد بلغ الحلم: يا انس زوج أبا طلحة.
إن أم سليم رضي الله عنها كانت أول مسلمة جعلت مهرها و صداقها إسلام الزوج و هو و لا شك رافد من روافد النبع العظيم في قلبها حب الله و رسوله.
و تأتي أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و معها ولدها أنس غلام صغير لم يتجاوز العاشرة من عمره فتقول: يا رسول الله هذا انس يخدمك. فتقبله النبي صلى الله عليه وسلم بقبول حسن و ضمه إلى بيته.
و من حياة أم سليم رضي الله عنها نتعلم درسا جديدا و ما أكثر دروسها درسا بالغ الوعي و الفهم في أصول و قواعد العلاقة الزوجية قائما على السكن و الود و الرحمة.
فقد جاء في الصحيح أن ولدا لها من أبي طلحة قد مات و كان عليلا يداوي و يعالج فلما ملما جاء أبو طلحة قالت لمن معها في الدار: لا يذكر أحد ذلك لــأبي طلحة قبلي، فلما دخل و سأل عن ولده قالت: هو أسكن ما كان، فظن انه عوفي، فقام أبو طلحة فأكل، ثم تزينت له أم سليم و تطيبت، فنام معها و أصاب منها، فلما أصبح قالت له: احتسب ولدك عند الله.
فخرج أبو طلحة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو بادي الحزن فأخبره بما كان، فقال صلى الله عليه وسلم:"بارك الله لكما في ليلتكم". و حملت أم سليم ثم وضعت مولودا ذكرا هو عبد الله بن أبي طلحة، أنجب و رزق أولادا، قرأ القرآن منهم عشرة كملا.
و لا تنتهي المواقف من أم سليم رضي الله عنها حول رسول الله صلى الله عليه وسلم و معه. إذ كانت تخرج في الغزوات مجاهدة بحدود ما تسمح به أنوثتها و إمكاناتها دافعها إلى ذلك نبع الحب الذي لا ينضب في قلبها. ظهر ذلك في أكثر من غزوة و ظهر جليا في يوم حنين. اتخذت أم سليم رضي الله عنها خنجرا فقال أبو طلحة : يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجرا، فقالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه.
و تختم ام سليم المواقف بحفظها و روايتها لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد تلقى عنها نفر من الصحابة رضوان الله عليهم منهم ابنها أنس و ابن عباس و زيد بن ثابت و أبو سلمة بن عبد الرحمن و آخرون.
رضي الله عن أم سليم و أرضاها فقد كانت مدرسة بحق. |
| |
|